الثلاثاء، 2 مارس 2010

المرأة الحمقاء للأديب الالماني بيرتولت بريخت

ذات مرةٍ كان لرجلٍ امرأةٌُ كانت مثل البحر، فالبحر يتغير مع كل هبة ريح، ولكنه على كل حالٍ لن يكبر ولن يصغر، كما أنه لن يتغير طعمه ، ولن يزداد مذاقه عسراً أو يسراً إذا مرّت عليه الريح ، ثم يسكن ثانيةً وهو كما هو، وكأن شيئاً لم يكن، وفي يومٍ من الأيام كان لزاماً على هذا الزوج أن يسافر، ولما كان عليه أن يذهب بعيداً وأن يغيب عن البيت لمدةٍ طويلةٍ ، فقد ترك لزوجته كل ما كان يملكه؛ بيته و ورشته والحديق المحيطة بالبيت وكل المال الذي كانقد كسبه في حياته ، وقال لها: "هذا هو كل ما أملك من مال، وهو الأن بين يديك وتحت تصرفك ، فاعتني به।" ، فتعلقت بعنقه وبكت ، وقالت له: "وكيف ينبغي لي هذا؟! فأنا امرأةُ حمقا ولا أحسن التصرف في أي شئ" ، فنظر إليها وقال :"إذا كنتِ تُحبينني حقاً فسيكون ذلك الأمر بإمكانك।" ثم ودعها ومضى لشأنه।وحيث كان على تلك المرأة أن تبقى طوال هذه المدة بمفردها ، فقد انتابها خوفٌ شديد على ما في يديها الضعفتين، وكانت قلقة جداً بسبب تلك الأمانة ، ولذلك لجأت إلى أخيها ، ولكنه كان إنساناً خبيثاً و شريراً حيث كان يغشها ويخدعها ، ولذا أخذ مالها يتناقص على الدوام ، ولمّا لاحظت ذلك أصابها اليأس والإحباط بدلاً من أن تواجه أخيها بذلك ، ولم عد لديها رغبةً في أن تأكل أي شيء حتى لاينقص المال أكثر مما يأخذه أخوها ، ولم تعد تنام الليل بأكمله حتى أصابها المرض جراء ذلك।ولمّا وصلت إلى هذا الحال كانت ترقد طوال اليوم في حجرتها الصغيرة ، ولم يعد بإمكانها أن تلاحظ ما يدور في البيت الذي خرب ، وباع أخوها منه الحديقة والورشة، ولم يخبرها بذلك ، وهى راقدةٌ على وسادتها كما هي ، وكانت تظن: أنها إن لم تقل شئ ولم تتدخل في شئ فإن هذا من الكياسة وحسن التصرف، وإن امتنعت عن الطعام فهذا يحافظ على المال من النقصان.وعلى هذا الحال حدث أن يوماً ما كان لابد وأن يُباع المنزل بالمزاد، ولذلك أتى كثيرٌ من الناس من كل مكان حيث كان منزلاً جميلاً ، وكانت المرأة ترقد في حجرتها الصغيرة وهي تسمع الناس المجتمعين خارج المنزل، ولمّا رسا المزاد على أحدهم كان بقية الناس يضحكون ، وهم يقولون :" إنّ ماء المطر يخر من سقف هذا البيت ، والسور متهدمٌ ومنهار." وعندئذٍ أصابها الضعف والوهن ، وراحت في النوم.ولما استيقظت ثانيةً، انتقلت لتقد على سريرٍ يابسٍ صلبٍ في حجرةٍ صغيرةٍ من الخشب ، وليس بها سوى نافذة غايةً في الصِغر على ارتفاعٍ سحيق، وينفذ من كل مكانٍ في تلك الحجرة رياحٌ باردة ، وبعد ذلك دخلت عليها امرأةٌ عجوزٌ وأغلظت لها القول، وقالت لها أنها باعت منزلها ، ومع ذلك لم تُسدد الدين ولم يفي ثمن المنزل بالديون المتراكمة عليها، وأنها الأن تعيش عالةً على غيرها ، وعلى شفق الناس وعطفهم عليها وهي لا تستحق ذلك، وإنما زوجها هو الأحق بالإشفاق عليه ؛ فهو الأن ما عاد يملك شيئاً على الإطلاق، وكانت المرأة تسمع هذا الكلام وهي مُشوشة الفكر ، شاردة الذهن، ولكنها نهضت من مكانها ، وبدأت منذُ ذلك اليوم في العمل بالقرب من منزلها، وفي الحقول الموجودة حول المنزل ، وأصبحت تسير بملابسٍ متسخةٍ، وتكاد لا تأكل شيئاً ولا تنفق شيئاً لأنها لم تعد تشتهي شيئاً، وذات مرةٍ سمعت أن زوجها قد عاد من السفر.فخافت خوفأً شديداً، وذهبت بسرعٍ ولمّت شعرها ، وبحثت عن ثيابٍ نظيفةٍ لتلبسها، ولكنها لم تجد شىء، وبعد ذلك خرجت من بابٍ صغيرٍ خلف المنزل، ثم ولّت هاربةً إلى أي مكان.وبعد أن جرت لبعض الوقت ، خطر ببالها أنه زوجها وأنهما كانا قد تزوجا عن رضا وحب وهي الأن تفر منه، فارتدت على آثارها ورجعت من حيث أتت، ولم تعد تفكر في البيت والورشة ولا في الثياب التي تلبسها، ونظرت إليه من بعيدٍ، ثم سارت نحوه ، وتعلقت بعنقه، وظل الرجل واقفاً مكانه في وسط الشارع ،والناس يضحكون عليه من وراء أبواب بيوتهم، وكان غاضباً جداً لما يحدث حوله، ولكن زوجته ظلت متعلقةٌ بعنقه، ولم تُبعد رأسها عن عنقه ولايدها عن قفاه، فشعر بها وهي ترتعش ،واعتقد أنها خائفة لأنها قد أضاعت كل شئ، ولكنه لمّا رفع وجهها نحوه ونظر إليه، وجد أن رعشتها ليست من الخوف بل من فرحتها بعودته، وعندئذٍ خطر بباله شيئاً هو الأخر، فطوقها بذراعيه وأحس جيداً أنّ كتفيها قد نَحلا من العمل ، فقبلها وسعد بها.بيرتولت بريخت.قام بالترجمة/ أحمد فوزى

الأحد، 14 فبراير 2010

تأملات في حب الله

- لا أعرف لماذا نتحدث عن الحب ، وكأنه رجل وامرأة فقط ونتجاهل باقي انواع الحب!
-حب الله هو دعوة عامة ومفتوحة للحب!
-حب الله هو اصدق أنواع الحب لأن الله قد فطر قلوبنا عليه!
-من كان مع الله فهو مع الاغلبية المطلقة ! (أنيس منصور)
- حب الله هو الحب الوحيد الذي لا يعرف تبادل المصلحة فالله تعالى غني عنا !
حب الله : حبٌ يعلمك كيف تحب ، وكيف تكون رقيق المشاعر بدون ضعف!
- حب الله هو الحب الوحيد الذي لا تخشى فيه أن يفارقك حبيبك أو أن تفارقه !
حب الله هو الحب الوحيد الذي يخلو من العذاب والآلام والجراح فهو حب ليس فيه إلا راحة البال والهدوء والسكينة !
- إن أحببت امرأة فقد يكون حبك لها حب من طرف واحد ، وإن أحببت الله بصدق فأنت على يقين أن حبك ليس من طرف واحد!
- حب الله هوالحب الوحيد الذي يمكنك فيه أن تعبر عن مشاعرك بالكلام أو بالصمت ، فالله تعالى عليم بذات الصدور!
- قلب يحب الله :هو قلب ملئ بالسعادة والطمأنينة والرضا مهما كانت الظروف!
- تقول رابعة العدوية :
أحبك حبين: حب الهوى وحب لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواكا
وأما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجب حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
اللهم إنا نسألك أن تملأ قلوبنا بحبك!

الأحد، 7 فبراير 2010

تأمـلات في الحب

-رغبتك في زاهد فيك مذلة نفس ، وزهدك في راغب فيك نقصان حظ। (الإمام على كرم الله وجهه)
- لا يكفي أن تشعر أنك محبوب من الاخرين ، بل يجب أن تقدر مشاعر الأخرين نحوك।
-من لا يبالي بمشاعر الأخرين نحوه لا يستحق أن يحبه أحد।
- أغلب حكايات الحب بين الرجل والمرأة تبدأ بعبارة :(يا ريتني كنت عرفتك من زمان ) وتنتهي بعبارة :(يا ريتنا ماكنا عرفنا بعض)
- لا هزيمة في الحب ولا انتصار في انتقام من حبيب ، فالحب لا يعرف هزيمة او انتصار।
ليس كل من يسعى لإرضائك يحبك ، ولا كل من يقف في طريق أحلامك يكرهك ، فربما يكون العكس هو الصحيح।
- من يعجز عن حب ذاته يعجز عن حب الأخرين !
-ليس كل خفقان في القلب يسمى حب !
- هناك فارق كبير بين المشاعر الهادئة والمشاعر الصامتة ، وفارق أكبر بين الحب والبحث عن إرضاء الشهوات ।
- أسوأ من حب بلا جنس ، جنس بلا حب ! (أنيس منصور) ، والاسوء على الاطلاق من يسمي الجنس حب (أحمد فوزي)
- لا أجد سببا واحد لعدم حبك لي ، وحبك الشديد لغيري ، غير انها حماقة منك ، ولا أجد سببا لحزني على ذلك غير أنها حماقة مني।
قبل أن تحب عليك أن تتعلم كيف تحب ، وكيف تحكم على مشاعرك أنها حقا تحب !
- أن تدفن مشاعرك في قلبك أفضل من ان تعطيها لمن لا يستحقها ! (أنيس منصور)
- أحبك ولا أحترمك ، أحترمك ولا احبك ..........كيف يعقل هذا أو ذاك !
- الحب العذري هو الحب الوحيد الصادق بين الرجل والمرأة!
- لا يوجد انسان يحب بقلبه وأخر يحب بعقله ، بل يوجد انسان ضعيف امام شهوة ما وانسان اخر ضعيف أمام شهوة أخرى।
- سمعت كثيرا عن الح ، ولكنى لم أرَ له وجود في الحياة ، فالحقيقة المؤلمة أن الانسان لايحب الاخرين ، ولكنه يحب شهواته ورغباته أو أحلامه المتجسدة في الاخر ين...........كم أنت أناني أيها الانسان!
-يتعلق الانسان بالأمال والاحلام التي يحبها ، وبالتالي يشعر بالحب مع مصدر تحقيق الاحلام او مصدر السعادة والشهوات ، ولكن هل هذا هو الحب الحقيقي ؟!!
- يبدأ الاعجاب بقوة شديدة ثم تضعف قوته يوما بعد يوم حتى تتلاشى ، أما الحب فهو على النقيض من ذلك تماما !
- إذا أردت أن تحب أحد فانظر إلى مميزاته وتغاضى عن عيوبه ، وإذا أردت أن تكره أحد فافعل العكس !
- في كل مرة نحب فيها نتصور أننا قد وجدنا الحب الحقيقي ، وأنه لا حياة لنا بدون من نحب ، ثم نحب ثانية فنشعر بنفس الاحساس!
- المال والجمال يبحث كل منهما عن الاخر ، ولا أحد فيهما يبحث عن الحب الحقيقي أو عن الاخلاق!
- المرأة تفضل رجل بلا مال على مال بلا رجل ؛ غير صحيح ! ( أنيس منصور)
-ليست كثرة كلمات الحب دليل على الحب أو حتى على الاعجاب ، فالحب الحقيقي يصعب معه الكلام!
- لا تصدق كل من يقول لك أنه يحبك أو يتظاهر بذلك ، فالخداع بالحب من اسهل انواع الخداع!
- الإعجاب هو أدنى درجات الحب ، وأعلاها المودة والرحمة।
- الحب في هذا الزمان إمكانيات مادية وشوية فهلوة ، وليس مشاعر وأحاسيس!
- هل الحب نظرات أم كلمات أم أفعال أم إحساس!